Unique, unusual, goofy and just plain wacky gift ideas like this stuff


Photobucket
3GP movie girls
march, 2008
Download 3gp girls as free porn download from rapidshare.com, megaupload, or whach free video on pornput.com, You can find free porn downloads on.. You can download here free 3GP videos, funny 3gp videos, 3gp mobile videos and more stuff for ... Oiled up girl. Oiled up girl, category: 3GP - Funny videos..

Photobucket

sexy clip
feb, 2008
Sexy glamour models and sometimes hot amateur models, unique sexy models photos. Free adult pictures and videos, sexy babes, nude women, teen models, playmates, hottest celebrity girls, thong bikini babes, sexy babes lingerie, stockings,.. Sexy Fresh Pics 18+

Photobucket
ASTROLOGY
march, 2008
This site introduces the basics of Astrology with information about sign profiles, birth charts, monthly and yearly horoscopes, love compatibility, history,...Free Daily and Weekly and monthly Horoscopes, plus complete astrology information on every zodiac sign from Astrologer Michael Thiessen, founder,...

ART and art
march, 2008
Includes a wealth of material on various areas of the visual arts. View digital work sent in by users as well as art reviews. Where can I learn about art history? Whether you need information on Renaissance art, medieval manuscripts or Mycenean art, you'll find great resources at ...

Photobucket
Punk Area
feb, 2008
Punk'd, a hidden-camera MTV series in which punking refers to executing a prank CM Punk, professional wrestler Donny the Punk, United States prison reform activist Punk (magazine), dibuat tahun '70 di United States punk fanzine

Photobucket
Zodiac
feb, 2008
A lot of high frequency energy is available for us now. We are being supported in our awakening process. You may be surprised how quickly you can drop old programs and move into your heart space. Have you noticed, when you ask for help from your angels, guides and higher powers you often find assistance available and your prayers answered?

Selasa, 19 Februari 2008

[LEBANONVIEW] معلومات هامة جدا عن سيرة الشهيد القائد الحاج رضوان

بعد ساعات طويلة من التكهّنات بشأن هوية الشخصية القيادية في حزب الله التي استهدفها تفجير كفرسوسة. تبيّن أنّ عماد مغنيّة نفسه هو المقصود. فقد أعلن حزب الله في الحادية
عشرة بتوقيت بيروت، عبر شاشة تلفزيون «المنار»، استشهاد القيادي في المقاومة، وعضو شورى الحزب عماد مغنية، وكشف لأول مرة عن اسمه المستعار «الحاج رضوان»، مشيراً إلى استشهاده بعملية أمنية إسرائيلية، وإلى طول ملاحقته من جانب الإسرائيليين والأميركيين وغيرهم، عبر تعبير «المستكبرين». ولم تتوافر معلومات دقيقة عن التفجير وملابسات حصوله في الحي الراقي في دمشق، الذي يُعَدّ مربعاً أمنياً لكبار الضباط والهيئات الأمنية السورية. ولم تُشر وكالة أنباء «سانا» الرسمية إلى العملية إلا بعد مرور 24 ساعة على حصولها، موضحة أن التحقيقات جارية بشأنها، فيما بثّت وكالة «شام برس» الخبر وإلى جانبه صورة للسيارة التي قالت إنها استُهدفت بالتفجير في وقت مبكر.
واكتفى حزب الله بإقامة مجالس العزاء في الضاحية، والتحضير لتشييع مغنية اليوم، وإصدار بيانات مقتضبة بين النعي والدعوة إلى المشاركة في التشييع وأسماء المعزّين، من دون أن يعلن أيّ من قيادييه موقفاً من عملية الاغتيال، بانتظار كلمة متلفزة لأمينه العام السيّد حسن نصر الله بعد ظهر اليوم، خلال مراسم التشييع. وقد بدأت التحضيرات الشعبية في مناطق الجنوب خاصة، وفي البقاع والعديد من المناطق الأخرى، للمشاركة في مسيرة تشييع مغنية، الذي وصل جثمانه أمس إلى بيروت.

«حزب الله» ينعى شهيده

أصدر حزب الله أمس بيان نعي ودعوة للمشاركة في تشييع عماد مغنية الذي قتل أول من أمس في عملية التفجير في سوريا، معلناً اسمه الحركي السري، وجاء في النعي الرسمي للحزب:
«بكل اعتزاز وفخر نعلن التحاق قائد جهادي كبير من قادة المقاومة الإسلامية في لبنان بركب الشهداء الأبرار. فبعد حياة مليئة بالجهاد والتضحيات والإنجازات، وفي شوق شديد للقاء الأحبة، قضى الأخ القائد الحاج عماد مغنية (الحاج رضوان) شهيداً على يد الإسرائيليين الصهاينة. لطالما كان هذا الشهيد القائد هدفاً للصهاينة والمستكبرين، ولطالما سعوا للنيل منه خلال أكثر من عشرين عاماً إلى أن اختاره الله شهيداً على يد قتلة أنبيائه والمفسدين في أرضه، الذين يعرفون أن معركتنا معهم طويلة جداً، وأن دماء الشهداء القادة كانت دائماً وأبداً ترتقي بمقاومتنا إلى مرحلة أعلى وأسمى وأقوى، كما حصل سابقاً مع الشهيدين القائدين السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب رضوان الله عليهما. عند الله نحتسب شهيدنا الكبير ونعاهد روحه الطاهرة أننا سنواصل طريقه الجهادي حتى تحقيق النصر الكامل. كما نتقدم من عائلته الشريفة وإخوانه المجاهدين والمقاومين جميعاً بالتبريك».
وأصدر الحزب بعدها دعوة الى المشاركة في التشييع جاء فيها:
«يدعوكم حزب الله إلى المشاركة في تشييع الأخ القائد الشهيد الحاج عماد مغنية (الحاج رضوان) إلى مثواه الأخير وذلك نهار الخميس الواقع فيه 14 شباط الساعة الثانية والنصف (2:30) بعد الظهر من مجمع سيد الشهداء في الرويس في الضاحية الجنوبية.
هلموا لنرفع على الأكتاف قائداً نفخر بقيادته وشهيداً نعتز بشهادته لنسمع صوتنا لكل الأعداء والقتلة أننا سنواصل المقاومة ونصنع النصر مهما كبرت التضحيات».

الحاج رضوان... فليجرؤ أحدكم على تزوير توقيعي!

جاد نصر الله

إنّه أكثر شخصيّات «حزب اللّه» إثارة للجدل. قلّة علموا بوجوده. والذين سمعوا باسمه، لا يزيدون كثيراً. حتى بعض فريق عمله الأساسي لم يدرِ بهويّته الحقيقية.
وفي حين تبرق عيون المحازبين والمقاتلين لاسم السيد حسن نصر الله داخل جميع أُطُر الحزب، فإنّ الأبدان ترتعد لوقع اسم «الحاج»، حتّى في الأروقة والدوائر المغلقة لكبار ضبّاط المقاومة. نَدُر من رآه أو تكلم معه. ومن سنحت له الفرصة، فإمّا لم يدرِ بذلك أو فضّل الموت على الإفصاح عن السرّ الذي بات يؤرّقه في الليل والنهار.
يُعَدُّ عماد مغنيّة، بالإضافة إلى زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن ومالك أسرار القنبلة النووية عبد القدير خان، أحد أخطر ثلاثة رجال يدبّون على وجه الكرة الأرضية: بن لادن يمارس الإرهاب التقليدي عبر قتل المدنيّين وزرع الرعب في أرجاء العالم، وخان محكوم بالإقامة الجبرية في باكستان، فيما كان مغنيّة يتجوّل حرّاً طليقاً، يدرّب العقول الناشئة للتفوّق على أميركا وإسرائيل تحت شعار «لا شيء يستحيل»...
بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأميركية، تربّع مغنيّة على عرش «الإرهاب العالميّ». فهو متّهم بتصفية أكبر عدد من الجنود الأميركيين، قبل أن يحطّم بن لادن الرقم القياسي بتفجيره مركز التجارة العالمي في الحادي عشر من أيلول عام 2001، ليتقاسم وإيّاه المرتبة الأولى بخمسة وعشرين مليون دولار لكل من ينال من أحدهما. ولمّا كان كابوساً تهجس به إسرائيل في النهار قبل الليل، جرى إدراجه على رأس قائمة المطلوبين، ووضع الموساد اسمه تحت لقب «مريض الشخصية في الأمن الميداني».
لا مصادر فعلية تقودك إليه. في السؤال عنه مصاعب جمّة وتبعات كثيرة. هو «الثعلب» كما تعرّفه التقارير الاستخباريّة، باعتباره الحلقة الغامضة التي تربط حزب المقاومة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية وسوريا، كما فصائل المقاومة المسلّحة في فلسطين المحتلّة. أمّا في دهاليز الحزب، فهو طيف أو «شبح»، يشكّ الكثيرون في وجوده ويده الطولى في نجاحات الحزب العسكرية وتقرير سياساته الاستراتيجية. حتى عدّه بعضهم أداة غير حقيقية اختُلقت لعدة أهداف، ليس أقلها دبّ الرعب في قلوب الآخرين.
تختلف الروايات حتى في أصوله ونشأته. «عماد فايز مغنية» اسم غير وارد في السجلات اللبنانية. صوره المعروفة والمتداولة قليلة جداً، ولا فائدة من نشر المباحث الفدرالية الأميركية «أف. بي. آي» لها، إذ إن أحدثها يرجع عشرين عاماً إلى الوراء في أقلّ تقدير.
يُحكى أن...
وُلد مغنيّة عام 1962 في قضاء صور، جنوب لبنان، وكان أكبر أخويه جهاد وفؤاد. مع انتقال العائلة إلى بئر العبد، انتظم في صفوف «فتح» ولمّا يبلغ الخامسة عشرة من عمره. تلقّى التدريب العسكري على يد قادتها حتى صار عضواًَ فاعلاً في الفرقة العسكرية الخاصة «القوة 17»، المكلّفة حماية قيادات الحركة كأبو عمّار وأبو جهاد وأبو إياد. وأسهم في نقل سلاح «فتح» إلى «حركة أمل» و«حزب الله» بعد أن اضطرّت حركة «فتح» إلى مغادرة بيروت، إثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982.
وبعد حصار بيروت، الذي دام ما يقارب الثلاثة أشهر وخروج «فتح» ومنظمة التحرير من لبنان، انتقل للعمل في صفوف «حركة أمل»، قبل أن ينضوي تحت عباءة العلاّمة محمد حسين فضل الله، الأب الروحي لـ«حزب ديني» في مخاض الولادة من رحم ثورة الإمام الخميني: حزب الله. تولّى المرافقة الشخصيّة لفضل الله مدّة ثلاثة أعوام، إلى أن تسلّم أخوه جهاد مهمّة الجهاز الأمني عنه، لكنّه ما لبث أن ذهب ضحية محاولة الاغتيال التي استهدفت المرجع الديني في بئر العبد. تزوّج عماد في تلك الفترة من قريبته سعدى بدر الدين، وله منها ثلاثة أولاد، فاطمة (23 عاماً) ومصطفى (21 عاماً) وجهاد (17 عاماً).
يزعم البعض أنه انتقل وهو في العشرين من عمره إلى إيران للمرة الأولى، حيث قدّمه أنيس النقاش أوّل مرة بعد قيام الثورة في إيران إلى أحد مسؤولي السفارة الإيرانية في بيروت. وفي إيران وجد فرصته لإظهار مؤهّلات وإثبات كفاءات قتالية عالية مَيَّزته عن أبناء جيله. وبحسب قائد المنطقة الشمالية الإيرانية في تلك الحقبة، «أظهر عماد شجاعة واستعداداً للمشاركة في عمليات صعبة جداً خلف خطوط العدو».
تقول الروايات إنّه تولى منذ ما بعد الاجتياح الإسرائيلي مهمّة تأسيس حزب الله. لكنّ الشيخ صبحي الطفيلي، أحد مؤسّسي الحزب، يقول في برنامج «زيارة خاصة» على قناة «الجزيرة»، إنّ مغنيّة «لم تكن له علاقة بحزب الله حتى ما بعد التسعينيات. ربّما انتسب لاحقاً إلى حزب الله».
1982... كان عاماً ملتهباً. حفلت تلك السنة بالإنجازات التي قفزت بعماد إلى صدارة قائمة المطلوبين من جانب الولايات المتحدة وفرنسا. اتُّهم بأنّه قاد وخطّط لثلاث عمليات جعلت اسمه اليوم، وبعد مرور خمسة وعشرين عاماً، مطلوباً لدى اثنتين وأربعين دولة: تفجير السفارة الأميركية في بيروت في نيسان 1983 الذي أدى إلى مقتل 63 أميركياً ولبنانياً. تفجير مقر قوات المارينز على طريق المطار الذي أودى بحياة 241 جندياً، بالإضافة إلى تفجير معسكر الجنود الفرنسيين، الذي أدى إلى مقتل 58 مظلياً. فما كان من الرئيس الأميركي رونالد ريغان إلاّ أن وعد شعبه حينها بأنّ أميركا ستظل تلاحق مغنية ولو بعد مئة سنة. كلّ ذلك وعماد لا يزال في بداية عشريناته!
كان لا بد من التروّي قليلاً. التواري عن الأنظار ولملمة الصفوف، وإنضاج فرقة العمليات الخاصة بعد أن أتت النتائج أكثر ممّا توقّع. كلمة الفصل له الآن، وكل من حوله أصبح يؤمن به ويتحرّك رهناً لإشارته. يصفه شباب المقاومة بـ«أحد جنود جيش الإمام المهدي المخفيّين» حين يقاربون المسألة من منظور عقائدي. ليس في التوصيف استعارة أو دلالة أدبية، إنها حقيقة باتوا يؤمنون بها، ويعيدون أصولها إلى أهل بيت رسول الله، ويرون فيها استمراراً لعاشوراء، و«من علامات ظهور الإمام المهدي» (...). يروي أحد ضباط المقاومة إحدى زيارات الـ«حاج رضوان» لهم في الجنوب: «كنا نهابه. صدّقني إن لحضوره وقعاً أقوى من حضور السيّد حسن بيننا. توجهت إليه بالحديث قائلاً له إن بعضنا ربما يمازح السيد حسن بمخالفة تعليماته يوماً ما، أما هو فلا. مازحته بأن يمضي لي ورقة على بياض. أمسك القلم ووقَّع قائلاً: هذا توقيعي، فليتجرأ أحدهم على تزويره، وسآتي به ولو من الفضاء»!
مضى عامان ليعود عماد مغنية بعدهما ويقتحم الإدارة الأميركية مجدداً من دون استئذان؛ ظهر في قمرة طائرة «تي.دبليو.إيه» في مطار بيروت مع رفيقيه حسن عز الدين وعلي عطوي. احتجزها لأيام، اتهمه الأميركيون بأنه هو من أطلق رصاصة على رأس أحد جنود مشاة البحرية ورماه من النافذة على مرأى من العالم أجمع. نُسجت حوله العديد من الروايات التي يستحيل التأكد من صحتها وسبر أغوارها، منها أسماؤه المتعددة، وجوازات سفره المزوّرة ،والحديث عن عمليات تغيير الوجه التي خضع لها في عامي 1990 و1997، فأتت على تغيير ملامحه تماماً. وكذلك محاولات اعتقاله واغتياله وأهمها اثنتان: الأولى في تموز 1996 حين اعتقد الأميركيون أنهم استدرجوه إلى الخليج؛ شارك في العملية أكثر من 4000 جندي مارينز، بقيادة جون غاريت، وحوصرت مركبة «ابن طفيل» التي كان على متنها مغنية، وقد رُفع الحصار بأمر من بيل كلينتون من دون «معرفة السبب»، على حد تصريح غاريت. الثانية: حين نجا من الاعتقال وذلك بفارق دقائق، بعد معلومة وصلت إلى جهات أمنية عربية وغربية عن انتقاله في طائرة مدنية بين الخرطوم ولبنان. يومها قيل إنه كان هناك مجتمعاً مع أسامة بن لادن للتخطيط لعمليات كبيرة ضد الأميركيين. ولم يكن الأمر صحيحاً، رغم زعم المباحث الفدرالية انتزاعها لاعترافات مرافق بن لادن الشخصي بتنظيمه اجتماعات بين الاثنين في السودان مطلع التسعينيات، حيث قضى الاتفاق بأن يمد مغنية عناصر «القاعدة» بخبراته في قتل الأميركيين والإسرائيليين مقابل إمداد بن لادن له بالسلاح والمعدات الحديثة.
متى دوّى انفجار على كوكب الأرض، أول ما تتجه أنظار الحكومات والأجهزة الأمنية إلى عماد فايز مغنية. يدرسه الفاحصون كأول احتمال يجب الركون إليه. وإليه نُسب العديد من أعمال التفجيرات، ولم يعلُ صوت ينفي أو آخر يتبنى. يُشك في أنه من أردى السفير الفرنسي في بيروت، لوي دولامار، مطلقاً النار عليه، وأنه يقف وراء نسف السفارتين الأميركية والفرنسية في الكويت، بمساندة من «حزب الدعوة»، كما خطف طائرة كويتية في 1984 وقتل أميركيين كانا على متنها قبل هبوطها في طهران، وكذلك تفجير السفارة الإسرائيلية والمجمع اليهودي في بيونس آيريس رداً على اغتيال الأمين العام لحزب الله السابق السيد عباس الموسوي. كما ورد ذكره في حادث نسف السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998. تركيا أيضاً تتّهم مغنية، واسمه هناك «عمات آغا»، بترتيب الانفجارات التي استهدفت المصالح البريطانية في 20 تشرين الثاني 2006.
توارى مغنية في التسعينيات عن مسرح الأحداث، فحيك الكثير عن كيفية تمضيته للوقت. وحين نُسب إليه أيضاً ضلوعه في تفجير مجمع الخُبر، الذي ذهب ضحيته تسعة عشر أميركياً عام 1996، كانت تلك الإشارة الأقوى بالنسبة إلى أميركا على التبادل الاستخباري الحاصل بينه وبين تنظيم «القاعدة».
عبثاً جهد جهازا الشاباك والموساد في اختراق «حزب الله» للوصول إلى الكابوس الذي يؤرّقهما: عماد مغنية. مع العلم أن إسرائيل نجحت في اغتيال أخيه القيادي في المقاومة فؤاد عام 1994 في عمق الضاحية الجنوبية، عبر وضع متفجرة كان المقصود بها توجيه رسالة إلى الشقيق الأكبر. وتولّى تنفيذ الجريمة يومها عميل هو أحمد الحلاق الذي عادت المقاومة واستدرجته بالتعاون مع مخابرات الجيش اللبناني من قرى الشريط الحدودي المحتل، وسُحب إلى بيروت، حيث أُخضع للمحاكمة وأُعدم في سجن رومية.
أذكر أنه في 22 أيلول 2006، وفي مهرجان النصر الإلهي، كنت أحاول اجتراح وسيلة للتسلّل إلى المنصة لكتابة شيء عن جهاز أمن نصر الله وتصرّفه في حضور السيّد، وخصوصاً بعد عدوان تموز. لم أفلح. ذهبت إلى المكتب الإعلامي لأطلب إذناً عادياً بالدخول. كان هناك رجل أفطس الأنف مربوع القامة يلبس نظارات سميكة، يجادل مراهقاً في التعبئة في أهمية الالتزام بالمهمة الموكلة إليه. تقدم مني على حين غرّة، قائلاً: «موسيو (أستاذ) جاد، شو بقدر ساعدك؟». فاجأتني معرفته باسمي:
ــــ أريد الحصول على إذن بالدخول إلى منصة الصحافيين.
أرسل شاباً بصحبتي، وقال: «أدخله إلى المنصّة الرئيسية قرب السيد نصر الله، وإن واجهتك المشاكل، قُل لهم إن الحاج قد أرسلك».
كنت قريباً جداً من سيّد المقاومة في الاحتفال، ولم أدرِ أنّني صافحت قائدها العسكري حتى البارحة.

الإعلام الغربيّ يعرف مغنيّة ويجهـله

غسّان سعود

بمجرّد كتابة اسم عماد مغنيّة على خانة البحث في الإعلام الأجنبي على شبكة الانترنت، تطلّ لائحة طويلة من الروايات التي تستعير من سوبرمان لترسم ملامح رجل استثنائي يكمن سرّ قوتّه في بقائه مجهولاً، حتى تاريخ اغتياله.
بعد تفجير السفارة الأميركية ومقرّ المارينز (عام 1983)، كان ثمن المعلومة عن ابن التسعة عشر عاماً مليوني دولار، ولم يلبث أن قفز الثمن إلى خمسة ملايين دولار بعدما كثرت الادّعاءات التي تربط شبحه بكلّ التفجيرات في العالم. وبعد بضع سنوات (2006) وصل الأميركيون إلى حد دفع 25مليون دولار ثمناً للمعلومة الصائبة عن «الثعلب».
لكن، رغم شحِّ المعلومات، لا يتردد بعض الصحافيين والباحثين الأجانب في الكتابة عن مغنيّة، وتحويله، في مخيلة قرائهم، إلى أسطورة يصعب فكّ أسرارها. فيكتب دان دارلنغ في مجلة الـ weekly standard بتاريخ 25 تموز 2006 أن اسم مغنية قد لا يكون معروفاً بالنسبة لمعظم الأميركيين، «لكن ثقوا أنه محفور في رأس معظم خبراء الأمن الدوليين». ويشير دارلنغ المتخصص بكتابة التقارير عن جبهات القتال إلى مسؤولية مغنية المباشرة عن عملية حزب الله في 12 تموز، كاشفاً أن الاستخبارات الدولية، لم تتمكن بعد خمسة وعشرين عاماً من تحديد دور مغنية الرسمي في حزب الله، مشيراً إلى ضياعها بين تحديد مكانه في رئاسة جناح حزب الله العسكري، ومجلس الجهاديين، ورئاسة قسم المخابرات في الحزب، والمسؤولية عن العمليات الخارجية. قبل أن يختم بالتأكيد أنه مهما كان دور مغنية، فهو حتماً كان في قلب معظم عمليات حزب الله خلال القرن الماضي.
وينشر مركز jane الأميركي للمعلومات العسكرية تقريراً مفصلاً عن مغنية (بعد أحداث 11 أيلول بأربعة أيام) ينقل فيه عن الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية (أمان) الاشتباه في رعاية السلطة العراقية لمنفذي الهجوم على مركزي التجارة في نيويورك والبنتاغون. ومدبرّو العملية، بحسب أمان، كانوا «اثنين من أكثر الإرهابيين دهاء في العالم هما اللبناني عماد مغنية مسؤول العمليات الخاصة حول العالم في حزب الله، والمصري أيمن الظواهري القيادي البارز في تنظيم القاعدة». ولا يتردد بعض الخبراء الاسرائيليين في شؤون «الإرهاب» في القول إنهم يرون «توقيع مغنية وسط دماري نيويورك وواشنطن». ويصف تقرير jane مغنية بأهم الخارجين على القانون في العالم، راوياً أنه كان في 12/ 4/ 1997 على بعد ساعتين فقط من تحقيق أعظم هدف لأي «تنظيم إرهابي» (قبل أحداث نيويورك) وهو تفجير طائرة تابعة للـEl-Al airliner. فوق تل أبيب. لكن اللبناني المتخفي بجواز سفر بريطاني يحمل اسم «أندره جوناثان نيومان» تراجع في اللحظة الأخيرة وأبلغ الاسرائيليين «بهديته التي كان ينقلها من عماد مغنية إليهم». وتشير jane إلى أن خبراء الأمن الاسرائيليين الذين تعقبوا مغنية طويلاً يرددون أن «بن لادن تلميذ مدرسة مقارنة مع مغنية، العبقري، الذي اوصل الإرهاب إلى أعلى المستويات»، والذي «تثبت الدراسات الإسرائيلية والأميركية أنه مضطرب عقلياً، تشجعه الدوافع الثأرية والدينية على المضي في إرهابه، ولم ينفع قتل شقيقيه في ثنيه عن المضي قدماً».
وتتكامل فصول الروايات الغربية، المضخمة ربما، عن دور مغنية، فيكتب بيل روجيو في الـ longwarjournal الأميركية تحت عنوان «عماد مغنية وراء أسر الجنديين الإسرائيليين على الأرجح» عن ضرورة الربط بين عملية حزب الله المتطورة في 12 تموز والصمود اللاحق وإدارة مغنية المباشرة للعمليات. ويرى روجيو في الشخص نفسه حلقة وصل وحيدة وفريدة من نوعها بين حزب الله والاستخبارات الإيرانية من جهة، وإيران وتنظيم القاعدة من جهة أخرى. وإذ يصف بعض الكتاب الغربيين والإسرائيليين مغنية ببن لادن الشيعة، ينشر الباحث الأميركي دايف فرانسيس على أكثر من موقع أميركي وأوروبي دراسة عن مغنية عنوانها «أسامة أو كارلوس اللبناني»، يقول فيها إن الشعب الأميركي ينهمك بالكلام عن بن لادن الذي رغم خطورته لا يفترض أن يسرق الأضواء من إرهابيين آخرين مثل عماد مغنية الذي جعل من طهران مدينة له لفترة طويلة من حياته، قبل أن يبدأ التنقل بين طهران وبغداد وسوريا ومناطق نفوذ حزب الله في لبنان، ويعقد اجتماعات سرية وسريعة مع خلاياه في أكثر من منطقة ألمانية ليوزع «المهام الإرهابية» حول العالم. ويجد فرانسيس في مغنية توأماً لبنانياً لكارلوس، خصوصاً بعد محاولته تفجير الطائرة فوق تل أبيب. وينتهي فرانسيس بالجزم أن مغنية رتّب خطف 4 جنود إسرائيليين، وهو معروف وسط المسؤولين الأمنيين في العالم بـ«ملك الخاطفين» نظراً لنجاحاته في خطف الأجانب، وتشجيعه من بيروت على انتشار ظاهرة الخطف في العالم.
ويقول روبرت باير المسؤول البارز في الـ«سي. أي. إي» والذي لاحق مغنية مطولاً في الشرق الأوسط عن مغنية إنه «أخطر إرهابي سبق أن رآه. وهو الأذكى والأكثر تمتعاً بقدرات اختراقية، حتى مقارنة مع الاستخبارات الروسية. فهو يدخل من باب ويخرج من آخر. يغير سيارته يومياً، ولا يعطي أبداً مواعيد عبر الهاتف، ولا أحد يمكنه أن يتوقعه. هو سيّد الإرهاب، هو الكأس المقدسة (شيء لا يمكن إيجاده أبداً)، نحن نلاحقه منذ عام 1983».
ويدّعي الباحث في وكالة الأسوشييتد برس ماغنوس رانستورب أن مغنية انتقل خلال السنوات الماضية، بعد تأمينه عتاداً عسكرياً ضخماً لحزب الله، إلى توفير قدرات عسكرية نوعية لحركتي حماس والجهاد داخل غزّة والضفّة الغربيّة. ويذكر تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأسترالية بتاريخ 24 /5/ 2007 أن حزب الله بإدارة مغنية وفّر التدريب والدعم المادي والمعنوي «للمجموعات الفلسطينية المتطرفة»، وخصوصاً حماس والجهاد، إضافة إلى بعض المجموعات الشيعية في العراق.
ويذكر الخبير العسكري غال لافت في مقالته «أرض حزب الله» في مجلة الـ Commentary. ـــــ عدد نيسان ـــــ أيار 2003 أن مغنيّة اشترى سفينة وكلف نائبه الحاج باسم بتأمين انتقالها من جزيرة كيش الايرانية إلى المقاومة الفلسطينية. ويدعو لافت إلى ضرورة أن يفصل المتابعون بين نصر الله بصفته مسؤولاً عن المؤسسات الإنسانية التي تساعد المواطنين ومغنية المسؤول الحقيقي عن مختلف قدرات حزب الله العسكرية.
تحمل الكثير من هذه المعلومات مبالغات ومغالطات، لكن المؤكد أن اغتيال مغنية لن يكون آخر حلقات أسطورته، إذ يستحق قاتله قابض الملايين الخمسة والعشرين بعض المتابعة.

فــي حيّنــا «إرهـابيّ»

حسن علّيق

يظنّ المرء أحياناً أنّ المتّهمين بخطف الطائرات وتفجير السفارات لا يملكون عنواناً، ولم تلدهم أمّهات يشتقن إليهم. إلا أنّ «سوبرمان» قد يكون، هو الآخر، من لحم ودم

عماد مغنية: رجل قصير، خطف طائرة ورهائن، قاد عمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي والأميركيين.
هو ما بقي في ذهن طفل في السابعة من عمره، بعد سماعه حديثاً بين والده وقريب له من قادة المقاومة.
يقفز هذا الحديث من الذاكرة مع كل انفجار في العالم، وكلما أراد الأميركيون أن يذكرونا بأن لهم عندنا ثأراً.
كبر الطفل، وحضَر عماد مغنية مراراً: تفجير في الأرجنتين، وآخر في الصفير يُقتل فيه شقيقه فؤاد، وفي الأرجنتين مجدّداً، ثم في الخُبَر. قرأ عن كارلوس ووديع حداد، وكان اسم عماد مغنية ملاصقاً للاسمين. بعد عشر سنوات، انتقل الشاب إلى الضاحية.
قيل له إن أهل عماد مغنية يسكنون المبنى المجاور. إحساس بالرهبة يكسره عاجلاً تواضع الحاج أبو عماد، وحنان أم عماد. أبناؤه يزورون منزل جدهم دائماً. هم أذكياء وسريعو البديهة. يَسأل أحدهم عن والده فيجيب بأنه مسافر ولم يرَه منذ زمن. منزلهم غير معروف، يستقبلون الأصدقاء في منزل جدهم، ولا يقبلون أن يوصلهم «غريب» إليه عند المساء. وكأكثر قادة المقاومة، يُرسِل عماد مغنية ابنيه في عطلتهما المدرسية مع المقاومين إلى جبهة الجنوب.
تزداد الرهبة ويزداد آل مغنية تواضعاً وفخراً.
أمّ ككلّ الجدّات. قلبها تعِب. تسير وحدها في يوم القدس. تريد رؤية السيد بين الحشود، وهي التي تعرف ما يكنّه لها. أبو عماد، «بَيّ الكلّ»، يُكثِر من التدخين ويَرفض نصيحة الأطباء والجيران.
يهمس صديق في أذن الشاب يوماً: لقبه الحاج رضوان، هو المعاون الجهادي للسيد حسن نصر الله.
لحظات ويوضِح الصديق المعنى: يُشرف عماد مغنية على جميع الوحدات المقاوِمة في حزب الله. تزداد المعرفة به، ويزداد معها الغموض: يوجّه المقاومين، يفتح خطوطاً لإيصال السلاح إلى المقاومة في فلسطين، يخطّط لعمليات نوعيّة...
عام 1998، انتُخِب جواد نور الدين عضواً في مجلس شورى حزب الله.
بعد عناء كبير، يؤكد الصديق أن الاسم مستعار، فلا يرِد سوى الاسم ذاته: عماد مغنية. يومئ الصديق إيجاباً.
لم يعد الحزب تشكيلاً غريباً، ولا اسم الحاج رضوان: إنه ممّن أمسكوا بالحزب كما يُمسِك مزارع جذع شجرة صغيرة.
تحرّر الجنوب، وأتت بعده عملية خطف الجنود الإسرائيليين وألحنان تيننباوم. كان السيّد والحاج في قلب ما جرى، كما في وجوه كل المقاومين الذين لا يتوقفون عن ذكر اسميهما.
تجده دوماً بقرب السيّد. يُطمئِن حضورُه أبناء المقاومة على المسيرة. قال أحدهم: صلّيت لأجله ركعتين في مكة، الحاج رضوان حضننا الدافئ.
صباح أمس، لم يفتح الحاج أبو عماد محله، ولم يأتِ بعد الموظّفين كالمعتاد. هل غيّر ذلك الرجل الصلب عادته؟
بعد دقائق، تصرخ والدة الشاب كما لم تفعل مذ فقدت رفيق عمرها. تطرق الباب غير مردّدة سوى كلمات قليلة: قتلوا عماد مغنية.

إسرائيل تتبرّأ ولا تكبت فرحها: كان لدينا حساب مفتوح معه

علي حيدر

بعدما حرصت إسرائيل على تجنّب التعليق على اغتيال القائد العسكري في حزب الله عماد مغنية، عادت وشددت، ولحسابات أمنية وسياسية، على نفي أي علاقة لها بالعملية. ففي موقف مغاير لكل ما نهجته إسرائيل في الحالات التي كانت تُتهم فيها بالوقوف وراء عمليات اغتيال أو تخريب معينة، أكد بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء إيهود أولمرت أن «إسرائيل ترفض محاولات منظمات إرهابية أن تنسب إليها أي تورّط في هذه القضية، وليس لدينا أي شيء لنضيفه». واللافت أن بيان مكتب أولمرت أتى بعدما كان المتحدث الرسمي باسمه، مارك ريغيف، قد امتنع في وقت سابق عن التعليق على عملية اغتيال مغنية بالقول: «لا ندلي بأي تعليق».
وفي موقف يعكس حقيقة خلفية التردد الإسرائيلي، تسود التقديرات لدى الأجهزة الأمنية والعسكرية والسياسية في إسرائيل، بحسب وسائل الإعلام العبرية، أن «رد حزب الله سيأتي حتماً، لكنهم يُقدّرون في الجيش أن حزب الله لن يبادر إلى إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل رداً على عملية الاغتيال».
وقال معلّق الشؤون العسكرية في القناة العاشرة، ألون بن ديفيد، «يؤكدون في إسرائيل أن حزب الله سيرد على عملية الاغتيال ويستبعدون أن يتم ذلك عبر الحدود». لكن بن ديفيد عاد وذكَّر بعمليتي تفجير في بيونس آيرس تتهم فيها إسرائيل حزب الله بتنفيذهما، الأولى استهدفت السفارة الإسرائيلية في عام 1992، والثانية مركز الجالية اليهودية في عام 1994.
وقال الرئيس السابق لجهاز الموساد الإسرائيلي عضو الكنيست، داني ياتوم، إنه «لا يعرف من قام بتصفية عماد مغنية، لكنه نجاح لأجهزة الاستخبارات. وكان أحد أبرز الإرهابيين بمستوى أسامة بن لادن». ووصفه بأنه «أحد الإرهابيين الأكثر وحشية والأكثر خطورة، الذين برزوا ذات مرة في أي منظمة إرهابية». وأكد أن تصفيته تمثّل «ضربة قاسية جداً، ليس فقط معنوية، بل أيضاً عملية لحزب الله». وعبَّر عن اعتقاده بأنه «في اللحظة التي يقرر فيها حزب الله أنّ هذه العملية من صنع إسرائيلي، فإنه، حسب رأيي، سيحاول الانتقام، وسواء قام بذلك الآن أو بعد شهر، فإن ذلك لن يغيّر شيئاً».
وقال الرئيس السابق لجهاز الشاباك، الوزير دون حقيبة، عامي أيالون، إنه «من الأفضل التزام الصمت بدلاً من إطلاق التكهنات». لكنه وصف الاغتيال بأنه «نجاح كبير في الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب، وأنه رسالة موجهة إلى الإرهابيين لإفهامهم بأن أياً منهم لا يحظى بحصانة».
وعبَّر وزير البيئة جدعون عزرا، النائب السابق لرئيس الشاباك، عن ارتياحه لتصفية مغنية الذي وصفه بأنه «كارلوس اللبناني»، في إشارة إلى المناضل الفنزويلّي المسجون حالياً في فرنسا. وأضاف عزرا، للإذاعة الإسرائيلية العامة، «آمل في نهاية المطاف أن يدرك كل إرهابي أنه يمكن الوصول إليه»، معرباً عن أمله في أن «ينال أولئك الذين قاموا بذلك التهاني التي يستحقونها».
وقال وزير الخارجية الأسبق، عضو الكنيست، سيلفان شالوم، إن مغنية «كان يستحق هذا الموت».
ورأى رئيس لجنة الخارجية والأمن السابق، يوبال شطاينتس، أن مقتل «شخص مثل مغنية مع كل هذه الدماء من مواطني إسرائيل واليهود في الأرجنتين والمواطنين الأميركيين، على يديه، يجعل عالمنا أفضل». وأوضح أنه شعر بالفرح «عندما سمعت بمقتل أحد أسوأ الإرهابيين في العالم».
وأعرب عضو الكنيست، يوآل حسون (كديما)، عن أمله في أن يفهم مخرّبون آخرون «الرسالة». لكنه أكد أنه لا يعلم من المسؤول عن تصفيته، إلا أن «العالم اليوم أفضل، وأكثر نظافة وأكثر أمناً». وشدد على أن «حكم الإرهابي هو الموت، وكان لدى إسرائيل حساب دموي مفتوح مع مغنية، وهذا ليس الحساب الوحيد».
وحاول عضو الكنيست اريه الداد (الاتحاد القومي/ المفدال) أن يضفي نوعاً من الضبابية على هذه الجريمة بالقول: «أنا آمل أن يكون مقتل مغنية قد تم على أيدي قوات الأمن الإسرائيلية»، رغم أنه بارك «من قام بهذه العملية».
بدوره، قال عضو الكنيست، يتسحاق بن يسرائيل (كديما)، إن «على العالم أن يقول تخلّصنا من مغنية الذي كان أحد قادة الإرهاب في العالم، ومطلوباً من أجهزة استخبارات دول كثيرة». وحاول أن يغمز من جهة اتهام سوريا في تصفيته.
وتتهم تل أبيب مغنية بسلسلة من العمليات التي نُفذت ضدها منذ عام 1982، فضلاً عن قيادة نشاط المقاومة في الجنوب ضدها إبان فترة الاحتلال. ومن هذه العمليات، تفجيرا بيونس آيرس، وأسر ثلاثة جنود إسرائيليين في مزارع شبعا عام 2000، واستدراج وأسر العقيد في الجيش الإسرائيلي ألحنان تننباوم في العام نفسه، وعملية أسر الجنديين في 12 تموز 2006، وترى أنه الرجل الذي أدار معها الحرب التي تلتها. كما ترى إسرائيل في مغنية الشخص المسؤول عن محاولة إدخال سفينة السلاح «كارين A» إلى قطاع غزة عام 2002. واختصر محلل الشؤون العربية في القناة الإسرائيلية الثانية، إيهود يعاري، تعريف المؤسسة الأمنية في إسرائيل لمغنية بالقول إنه «المحور الذي تدور حوله الماكينة الإرهابية الأمنية والعسكرية والاستخبارية والعملانية لحزب الله».


الاستخبـارات الإسرائيليـــّة وسنـوات المطاردة

ـ فراس خطيب

كان القيادي في حزب الله، عماد مغنية، المطلوب الأوّل بالنسبة إلى الإسرائيليين على مدار سنواتٍ مضت، وخطّطت أكثر من مرة لاستهدافه اغتيالاً أو خطفاً، وكانت تقدّر مكانة مخطّطاته في «حزب الله».
وفي تقرير أعدَّه محلل الشؤون الاستخبارية في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، رونين برغمان، في تموز 2006، أشار إلى أنَّ «الموساد» الإسرائيلي طرح في إطار قضية اختفاء الطيّار الإسرائيلي رون أراد اختطاف الأمين العام السابق لحزب الله عباس الموسوي واستبداله بأراد. وبحسب التقرير، كانت مهمة الاختطاف صعبة وتقرر استبدال الاختطاف باغتيال الموسوي.
وخلافًا لرأي المسؤول عن ملف أراد في الاستخبارات الإسرائيلية، قرّر قائد أركان الجيش الإسرائيلي في حينه، إيهود باراك، تغيير مسار العملية وقرر ما يلي: «إذا كان الموسوي على قائمة الاغتيال التي وضعناها، فلنغتله الآن، ولدينا الفرصة»، فتعالت أصوات معارضة للعملية ومتحفظة من اغتيال الموسوي.
كان ردُّ حزب الله مدوياً على اغتيال الموسوي وقصف شمال إسرائيل بالكاتيوشا وأحدث خسائر بشرية ومادية. واعترف رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي في حينه، أوري ساغي، بأن «اغتيال الموسوي كان خطأً. فلم نقوِّم جيداً عماد مغنية»، في إشارة إلى ظهور مغنية بعد اغتيال الموسوي.
وذكرت «يديعوت أحرونوت» أنه بعد اغتيال الموسوى، وأمام العمليات التي نفذّها حزب الله، وقفت إسرائيل موقف المتفرج، ولم تبادر لأي عملية تذكر خوفاً من رد حزب الله.
وفي وقت لاحق، ذكر تقرير «يديعوت أحرونوت» أن الجيش الإسرائيلي طلب من إيهود باراك، عندما شغل منصب رئيس الحكومة، تصفية مغنية، لكونه الأول على «قائمة تصفيات الجيش». لكن باراك منع هذه العملية بقوله: «لست معنياً بتسخين الجبهة».
وتابعت الصحيفة أنه رغم الجهود التي بذلتها الاستخبارات الإسرائيلية لتصفية مغنية، إلا أنها لم تنجح في السابق. وقالت إنها عجزت عن اغتيال مغنية نتيجة «طريقة عمله الحويطة التي اتبعها». واستعرض التقرير كيفية عمل مغنية وتجنّبه الاتصالات الهاتفية، ما «صعَّب على الأجهزة الاستخبارية معرفة شيء عنه».
في أيلول من عام 2006، أجرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» مقابلة مطولة مع وزير الدفاع السابق شاؤول موفاز، عاد في خلالها إلى السابع من تشرين الأول عام 2000، بعد اختطاف الجنود الثلاثة من منطقة «شبعا». كان موفاز في ذلك الحين مجتمعاً مع قادة الجيش. وصل الخبر إلى مكتبه، فطلب أن «يجلس وحده قليلاً» وكتب في مذكراته: «لقد صفعنا على وجهنا. يجب أن نرد على هذه العملية بكامل القوة».
اقترح موفاز على باراك عملية جوية وبرية واسعة ودخول الجيش إلى لبنان. وبحسب مذكرات موفاز، رفض باراك الفكرة وطلب منه «عدم التصعيد»، مضيفًا: «سنرد على العملية، لكن لن ندخل لبنان».
كان باراك، بحسب موفاز، يريد أن تنفذ إسرائيل عملية اختطاف قائد من حزب الله، وكان الهدف في ذلك الحين هو مغنية. لكن هذا لم يتم.
في تشرين الثاني 2006، كشفت القناة الإسرائيلية العاشرة أنَّ الاستخبارات الإسرائيلية حصلت على معلومات استخبارية «قيِّمة» أثناء العدوان الأخير على لبنان، عن عماد مغنية، الذي تعدّه «الرأس المدبر لحملات حزب الله».
ووصلت هذه المعلومات عن طريق شخص إسرائيلي يسكن الولايات المتحدة، يدعى آفي. المعلومات وصلت على شاكلة صور وأشرطة جديدة يظهر مغنية من خلالها، وقد وعدت السلطات الإسرائيلية، المواطن آفي بمقابل «قيِّم» لمثل المعلومات، إلا أنَّ العدوان الإسرائيلي انتهى و«استغلت» إسرائيل المعلومات، حسب تقرير القناة العاشرة، وتجاهلت من زوّدها. وابلغته: «لا توجد ميزانية... أنت وحدك».
وبحسب التحقيق الذي أعدَّته القناة العاشرة، فإنَّ آفي عمل على مدار عامين ونصف عام على توثيق «نادر وخاص لكبار المطلوبين والإرهابيين في العالم». ويقول آفي، الذي ظهر في الفيلم مغطى الوجه، إنَّ «أحد أبرز هؤلاء المطلوبين كان عماد مغنية»، واصفاً إياه بأنه «أهم من بن لادن»، ومشيراً إلى أنَّ لإسرائيل «حساباً دموياً طويلاً مع هذا الشخص».
وقال آفي، الذي يتمتع بعلاقات مع أجهزة الأمن الأميركية، إن مغنية «معرَّف على يد الأميركيين وأجهزة أمنية مختلفة في العالم بأنَّه الرجل الإرهابي الأخطر والأكثر ذكاءً في العالم».
المعلومات والصور التي حصل عليها آفي، بحسب القناة العاشرة، كانت بمثابة «كنز استخباري كبير»، مبينة هذا بقولها إنَّ الصور الأخيرة التي التقطت لمغنية «كانت قبل عشرين عاماً تقريباً». ويقول آفي إنَّه «استطاع أن يعرف مكان مغنية»، مضيفًا أنَّه «حصل على صور له في عام 1996 وأشرطة وصور من عام 2005 وحتى نيسان وأيار 2006».

«رسالة تنتظر رداً»

محمد بدير

روى ضباط كبار سابقون في شعبة الاستخبارات العسكرية، لـ«يديعوت أحرونوت»، أن اسم عماد مغنية، كان يدور في خاطرهم بعد كل عمل «إرهابي» يحدث في العالم تقريباً.
ونقلت الصحيفة عن هؤلاء الضباط، الذين يعرفون جيداً اسم مغنية وعمله، وممن لم يتمكنوا من إخفاء فرحهم بعد انتشار خبر اغتياله، قولهم إن «حزب الله فقد الشخصية العملانية الأهم في الحزب خلال السنوات الأخيرة». وأضافوا أن «هذا الرجل كان ماهراً في تنفيذ العمليات الإرهابية وفي الوقت ذاته كان بارعاً في قدرته على الاختفاء عن الأنظار ومعرفة كيفية التملص من الكثيرين الذين حاولوا المسّ به طوال 20 عاماً». وقالت الصحيفة إن هؤلاء الضباط لم يخفوا محاولاتهم لاقتفاء أثر مغنية طوال السنوات الماضية.
ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير سابق في شعبة الاستخبارات قوله إنه ما من شك في أن مغنية كان عنصراً بالغ الأهمية في النشاط ضد إسرائيل، وأن اسمه ذُكر مرات عديدة، حتى خلال حرب لبنان الثانية، ولا سيما في ما يتعلق بأسر الجنديين.
وقالت الصحيفة إن شعبة الاستخبارات العسكرية ومحافل في المؤسسة الأمنية لا تخفي أنه جرت محاولات عديدة لاقتفاء أثر مغنية، وأن الأمر كان يتعلق بواحد من أكثر التحديات تعقيداً بسبب شخصيته.
وقال ضابط رفيع المستوى في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، للصحيفة نفسها، إن حزب الله لن ينهار وسيواصل طريق مغنية. وأضاف أن «الإرهاب لا يختفي، سيكون هناك من يخلفونه، ويجب الآن توقع هجوم لتخليد ذكرى مغنية، ولذلك فإن الفرحة يجب أن تكون منضبطة». ورأى الضابط نفسه أن «الإنجاز يكمن بالرسالة، في حقيقة أنه تمت محاسبة الرجل والنجاح باختراق الهيكل المقدس لهذا المجال السري، الأمر الذي يمرر رسالة واضحة لرفاق مغنية وغيرهم ممن يعملون في هذا المجال».
في السياق، قال رئيس وحدة الأبحاث السابق في شعبة الاستخبارات العسكرية، العميد في الاحتياط يوسي كوبرفيسر، الذي تولى عن كثب متابعة نشاطات مغنية طوال سنين، لـ «معاريف»، إن الأمر «يتعلق بضربة قاسية تعرض لها حزب الله على مستوى الوعي وعلى الصعيد المعنوي، من دون أن يتعلق الأمر بمس عملاني قاتل للحزب»، مضيفاً أن عملية الاغتيال تمثّل «حدثا محرجاً ومؤلماً جداً بالنسبة لحزب الله».
بدوره قال رئيس الموساد السابق، عضو الكنيست الحالي داني ياتوم، إن مغنية تصرف بسرية تامة وأخفى كل عملياته. وكان هذا سبب صعوبة عدم اكتشافه. وأضاف أن مغنية كان صاحب «عقل شيطاني، وشديد الحنكة، وكانت عملياته حسنة التخطيط والتنفيذ».

«الإنجـــاز الاستخبـــاري الأهـــمّ في تاريـــخ»... تــل أبيـــب

مهدي السيد

خرجت إسرائيل عن مألوفها في إعلان تنصلها من المسؤولية عن اغتيال القيادي في «حزب الله»، عماد مغنية، إلا أن الصحافيين الإسرائيليين تكفلوا، كعادتهم، بالإيحاء بما تجد المؤسسة الرسمية من مصلحة في التلميح إليه من دون قوله

استحوذ نبأ اغتيال القيادي في حزب الله، الحاج عماد مغنية، على اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية ومعلقيها، التي انهمكت في تحليل دلالات هذه العملية وتداعياتها، حيث برز إجماع على أنها تمثل «ضربة معنوية قاسية لحزب الله»، وأن رد فعل الحزب حتمي، ملمحة إلى مسؤولية الدولة العبرية عنها.
وتعليقاً على بيان «رفض محاولات منظمات إرهابية توريط إسرائيل في هذه القضية»، الذي صدر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، أشار مراسل الشؤون السياسية في القناة الثانية، أودي سيغل، بعد تلاوة البيان على الهواء، إلى عبارةٍ متداولة عن رئيس وزراء إسرائيلي سابق (لم يذكر اسمه) قال فيها: «من المسموح الكذب من أجل مصلحة الدولة». أما محلل الشؤون العسكرية في القناة العاشرة، ألون بن دافيد، فقد ربط بين تصريح لوزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، قبل أيام قال فيه إن ثمة اعتبارات تحول دون العمل في قطاع غزة في الوقت الراهن واغتيال مغنية. وقال: «لا أعلم، لكن قد يكون ما حصل اليوم يفسر هذا التصريح».
بدوره، روى مراسل الشؤون الأمنية في القناة نفسها، شاي حزكاني، الذي يرافق باراك في زيارته إلى تركيا، أن الأخير جمع الصحافيين الإسرائيليين المرافقين له لإيجاز صحافي في الساعة التي حصل فيها الانفجار في سوريا من دون أن يتطرق إلى الحدث بكلمة واحدة. وبعد وقت ما، تقدم السكرتير العسكري لباراك منه وناوله قصاصة ورق قرأها وزير الدفاع ثم أجاب الصحافيين الذين سألوه عن محتواها قائلاً: «يعلمني أن الوقت تأخر». وأضاف المراسل أن باراك بدا خلال رحلة العودة إلى إسرائيل مبتهجاً جداً، إلى حد أنه أخذ الميكروفون الخاص بطاقم الطائرة وحيا الصحافيين بشكل غير مألوف.
وفي إطار التعليق على اغتيال القيادي في حزب الله ومدى تأثيره على ساحة المواجهة، قال المدير العام لمعهد «أبحاث الإرهاب في المركز المتعدد المجالات في هرتسليا»، بوعز غنور، إنه «يصعب رسم صورة لشخصية عالمية أكثر خطورة وحنكة وخبرة من عماد مغنية». وأضاف لـ«معاريف» أن مغنية كان «عقل» حزب الله، وأنه راكم تجربة عملانية منذ تكوين الحزب في مطلع الثمانينيات.
وبحسب غنور «لا يمكن الإشارة إلى أي عملية نوعية نفذها حزب الله من دون أن يقف وراءها مغنية». وأضاف أن «أهمية مغنية لا تكمن في قدرته على تنفيذ العمليات المثيرة في أنحاء العالم كله فحسب، ولا في أنه يسيطر عملانياً على حلبة لبنان، بل في العلاقات الوثيقة التي طورها مع إيران وسوريا وكونه الجهة التي تمثّل همزة الوصل العملانية بين الحزب والدولتين». ورأى أنه خلافاً لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، فإن «قوة مغنية لا تكمن في الصورة التي كونها عن نفسه، بل في أفعاله وقدراته بوصفه مبادراً، مخططاً، مشرفاً ومنفذاً للعمليات على الساحة الدولية».
وقال معلق الشؤون الأمنية في «هآرتس»، يوسي ملمان، إنه «إذا كان ثمة تعريف لمصطلح رأس الأفعى، فهو ينطبق على مغنية». وأضاف أنه «إذا كانت إسرائيل تقف فعلاً وراء عملية الاغتيال، فيمكن اعتبار ذلك الإنجاز الاستخباري الأهم لها في تاريخ محاربتها للإرهاب، وهذا الإنجاز يفوق أهمية اغتيال الدكتور فتحي الشقاقي»، الأمين العالم لحركة الجهاد الإسلامي، الذي اغتيل في مالطا عام 1995.
أما المعلّق العسكري في صحيفة «هآرتس»، أمير أورن، فقال إنه «إذا كان ثمة رجل يمثِّل رمزاً لمحور الشر بمفهومه الأساسي جداً، فإن اسمه عماد فايز مغنية». وأضاف: «إن الصلة بين حزب الله وإيران، وبين الإيديولوجيا المتطرفة لنظام آيات الله وإرهاب حزب الله الشيعي في لبنان، تتجسد في صورة مغنية».
وإذ أشار أورن إلى أن اسم مغنية يتصدر لائحة المطلوبين الخاصة بجهاز الـ «أف بي آي» الأميركي، قال إنه «حتى من دون الذريعة الأميركية، كان لإسرائيل أسباب جيدة للرغبة بموته». وأضاف أنه منذ اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله، عباس الموسوي عام 1992، شاع الاعتقاد بأنه «لا جدوى لعمليات اغتيال قادة المنظمات لئلا ينشأ مكانه من هو أسوأ وأنجع منه، لكن حالة مغنية هي من الحالات الشاذة عن هذه القاعدة». وأضاف أن «حزب الله والإيرانيين سيحتاجون إلى وقت طويل لإيجاد بديل منه».
وقال أورن إن «من عثر على مغنية في دمشق أثبت قدرة استخبارية وتنفيذية فائقة، من النوع الذي افتقرت إليه إسرائيل في لبنان خلال عدوان تموز 2006». وأشار إلى أن الرسالة واضحة من الاغتيال، وهي موجهة إلى قادة «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في غزة، وإلى خالد مشعل في دمشق، وإلى السيد حسن نصر الله، إذا قرر استئناف إطلاق النار من أجل فتح جبهة ثانية مع إسرائيل خلال انشغالها في غزة.
وبحسب أورن، فإن السؤال الفوري الذي يُطرح في أعقاب اغتيال مغنية، هو «هل سيرد حزب الله على الاغتيال، سواء على الجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان أو ضد أهداف ما وراء البحار، كما حصل في بيونس أيرس بعد اغتيال الموسوي».
في السياق، رأى معلق الشؤون الأمنية في «يديعوت أحرونوت»، رون بن يشاي، أن «تصفية مغنية لا تمثّل ضربة معنوية لحزب الله فحسب، بل ضربة لقدرة الردع لدى إيران على الحلبة الدولية، نظراً لدوره في العمليات ضد أهداف إسرائيلية وأميركية في العالم، الذي كان من المفترض أن يترجم إلى لغة الواقع والأعمال التهديدات الإيرانية بواسطة شبكات المهاجرين الشيعة اللبنانيين، التي أقامها وأدارها في أفريقيا وجنوب أميركا».
ورأى بن يشاي أن «من المعقول الافتراض أنه سيقف على رأس سلم أولويات حزب الله والإيرانيين الآن، التطلع لترميم قدرة الردع بواسطة تنفيذ عمليات في العالم، واستهداف مؤسسات ومصالح إسرائيلية يهودية وأميركية، وأن هذا الرد بحاجة إلى بعض الوقت». وأضاف أنه «يمكن الافتراض بشكل شبه مؤكد أن حزب الله سيُصفي حسابه مع إسرائيل ولو من أجل تعزيز الثقة بالنفس لدى أعضائه في لبنان وسوريا وأماكن أُخرى من العالم».
وبالنسبة إلى تأثير عملية الاغتيال على قدرة العمل لدى حزب الله وبنيته التنظيمية، شكك بن يشاي في أن «تُمس هذه القدرة بشكل قاتل على المدى البعيد»، مشيراً إلى أن «ثمة بديلاً لكل شخص، وأنه يوجد العديد من مساعدي مغنية ونوابه ممن تعلموا أساليبه ويعرفون كيف يشغلون مكانه». ويرى أن «الإسهام الرئيسي لعملية التصفية بالنسبة إلى أمن إسرائيل يتمثل في ترميم قدرة الردع التي تآكلت خلال حرب لبنان الثانية».

الفصائل الفلسطينيّة تتوعّد بـ«ردّ مزلزل»

أحمد شاكر

تطابقت مواقف فصائل المقاومة الفلسطينية مع موقف حزب الله، في تحميل دولة الاحتلال المسؤولية عن اغتيال عماد مغنية.
وأعربت رئاسة المجلس التشريعي عن إدانتها لـ«الجريمة النكراء». وقالت إنها «تضاف إلى جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة ضد قادة الشعب الفلسطيني وكافة المقاومين العرب والمسلمين». ورأت الجريمة «دليلاً جديداً على غطرسة الاحتلال وهمجيته في انتهاك حقوق الإنسان وسيادة الدول». وقالت رئاسة المجلس إن الجريمة تعدّ سافر على سيادة سوريا، وتستحق «وقفة عربية وإسلامية ضد الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة»، داعيةً إلى «تحرك عربي عاجل لفضح الاحتلال في المحافل الدولية وفضح الغطرسة والجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني والأراضي العربية».
ودانت حركة «حماس»، على لسان المتحدث باسمها سامي أبو زهري، جريمة الاغتيال «الجبانة»، ورأت فيها «مثالاً للمؤامرة الصهيونية واستباحة الصهاينة للساحات العربية والإسلامية دونما اعتبار لأحد، وتدل بوضوح على الضعف والتخبط اللذين أصبحت إسرائيل تعانىهما بقادتها وجنودها بعد الحرب الأخيرة على لبنان».
وحمّل القائد في حركة «الجهاد الإسلامي»، خالد البطش، «الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الأولى عن جريمة الاغتيال ومن خلفه الإدارة الأميركية»، مضيفاً «على دولة الاحتلال تحمّل تبعات هذه العملية التي لا يمكن أن توصف إلا بالإرهاب الصريح والمعلَن». وطالب الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة بـ«ردع الاحتلال ووقف جرائمه بكل ما أوتيت من قوة».
وهدّدت «كتائب شهداء الأقصى»، التابعة لحركة «فتح»، بـ«رد مزلزل» على جريمة الاغتيال، مشددة على أن «الأيام المقبلة ستحمل مفاجآت للاحتلال وبأسلحة جديدة». واتهم القائد في الكتائب، أبو محمد، وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك بالوقوف وراء جريمة الاغتيال، مضيفاً: «إنه (باراك) يعيد الكرة ويغتال مغنية كما اغتال سابقاً أبو جهاد الوزير».
وفي حديث لـ«الأخبار»، أكد القائد في «كتائب الأقصى» في الضفة الغربية، أبو قصي، أن «الكتائب أصدرت تعليماتها لمقاتليها وعناصرها بضرورة الرد سريعاً على جريمة اغتيال مغنية، لأن دماءه زكية وستكون لعنة على العدو الصهيوني ومن والاه».
ودعت «كتائب المجاهدين»، أحد الأذرع العسكرية التابعة لحركة «فتح»، «المجاهدين من أبناء الأمة الإسلامية إلى الرد الشافي على جريمة اغتيال مغنية».
ورأت لجان المقاومة الشعبية، على لسان المتحدث باسمها، أبو مجاهد، اغتيال مغنية «خطوة إسرائيلية غبية ستكون تبعاتها على عكس حسابات إسرائيل». ورجح ألا يطول رد حزب الله على عملية الاغتيال، مشيراً إلى أن «دولة الاحتلال ستواجه مفاجآت في الأيام المقبلة، وخصوصاً أن حزب الله أصبح جيشاً كبيراً حراً ولن يسكت على عملية الاغتيال».
ونعت «كتائب المقاومة الوطنية»، الذراع العسكرية للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، مغنية. وقالت: «إن جريمة اغتياله توجب رداً إقليمياً بمستوى الجريمة».
واتهمت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـــــ القيادة العامة» الموساد بتنفيذ عملية الاغتيال. وقال بيان للجبهة «ليعلم القتلة الصهاينة وأدواتهم العميلة التي تطاولت على انتصارات المقاومة أن يد المقاومة ستردّ الرصاصات والمتفجرات القاتلة إلى رؤوس قادة الإرهاب الصهيوني وأدواته وصدورهم».

تنديد واسع باغتيال مغنيّة: مارد أرجف العدوّ وأربك المخابرات الأميركيّة

اتّهام إسرائيل بالجريمة ودعوات إلى الردّ عليها بضربة موجعة

أثارت جريمة اغتيال القيادي في المقاومة الشهيد عماد مغنية ردود فعل واسعة ندّدت بالجريمة متهمة إسرائيل بارتكابها ودعت المقاومة إلى الرد عليها بضربة قاسية وموجعة فيما أشادت الولايات المتحدة الأميركية بالجريمة ورأت أن «العالم صار أفضل من دون وجود هذا الرجل»

وتقبلت قيادة «حزب الله» التعازي بالشهيد مغنية في مجمع سيد الشهداء الذي أمّته شخصيات سياسية وقادة حزبيون وممثلون عن الفصائل الفلسطينية ووفود شعبية وفاعليات. واتصل بحزب الله معزياً ومتضامناً معه كل من رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وزير الداخلية حسن السبع، قائد الجيش العماد ميشال سليمان، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، المدير العام للأمن العام وفيق جزيني ومدير مخابرات الجيش اللبناني العميد جورج خوري.
وفي ردود الفعل، دان الرئيس العماد إميل لحود الجريمة ورأى «أن اغتيال مغنية يمثّل ردّاً إسرائيلياً على الهزيمة النكراء التي ألحقتها المقاومة بإسرائيل في تموز عام 2006». وتقدم لحود من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وقيادة المقاومة وجمهورها بأحر التعازي.
واكتفى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بتوجيه «التعزية الحارة إلى قيادة «حزب الله» وعائلة الشهيد وقال: «تغمد الله الفقيد بواسع رحمته ورضوانه وأسكنه فسيح جناته».
ورأى الرئيس الدكتور سليم الحص في برقية تعزية إلى السيد حسن نصر الله «أن أيادي الغدر التي امتدّت لتنال من الشهيد لن تستطيع النيل من إرادة المقاومة والصمود والتصميم على مواجهة المشروع الصهيوني، بدعم من الدولة العظمى التي تتشدق بشعارات الحرية والعدالة وحقوق الإنسان».
وأمل الرئيس عمر كرامي أن يكون تشييع الشهيد الكبير اليوم «مناسبة لكي يعي اللبنانيون من هو عدوهم وقاتل شهدائهم الساعي فيهم فتنة وفي وطنهم فرقة وتمزيقاً، وأن الغلبة للحق مهما طال الزمن».
ونعى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان الشهيد مغنية مشيراً إلى أنه «قضى فترة زمنية بالجهاد والنضال ومقارعة العدو، لم يكن ليهدأ أو يستقرّ حتى يصل إلى غايته، وكان ملاحقاً من المخابرات الأميركية وغيرها لكنه كان ينتصب أمامها مارداً فهو الجندي المجهول، عاش كبيراً ومات شهيداً». ورأى أن مغنية «لم يستشهد بل هو حي أمام كل التحديات، والأمة التي تلد عماد مغنية ستلد الكثير من أشباهه وأشكاله».
وندّد مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني باغتيال مغنية الذي نعاه أيضاً شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نصر الدين الغريب مؤكداً أن «مغنية هو رمز من رموز المقاومة الوطنية عاش بطلًا ومات شهيداً، أرجف العدو الصهيوني وأربك المخابرات الأميركية، وتمنى الشهادة على أيديهم فكان له ما تمنى».
وأكد العلّامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله أن المسيرة الجهادية ضد العدو الإسرائيلي والاستكبار العالمي قد فقدت باستشهاد مغنية ركناً أساسياً من أركانها، وقال: «إننا أمام هذه الخسارة الكبيرة في خط الجهاد نتطلع إلى كل ساحات المقاومة ضد الاحتلال لتكون أكثر تصميماً على مواجهة العدو».
ورأى وزير الخارجية والمغتربين المستقيل فوزي صلوخ «أن أصابع العدو الإسرائيلي وعملائه تظهر واضحة على هذه العملية الإرهابية التي تظهر عدوانية إسرائيل واستهدافها للمقاومين أينما كانوا».
واستنكر رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري اغتيال مغنية، وتقدم بأحر التعازي من قيادة «حزب الله» وأمينه العام داعياً إلى «استخلاص العبر مما يواجهه لبنان من تحديات في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه، التي شهدت عدواناً إسرائيلياً صارخاً على شعبه ودولته، وهجمة إرهابية سوداء استهدفت رموزه وقادته الوطنيين، وهي الهجمة التي أودت بحياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري والنائب باسل فليحان ورفاقهما». وقال: «إن دماء اللبنانيين جميعاً يجب أن تتوحد في سبيل حماية الوحدة الوطنية ودعم الدولة ومؤسساتها وإعادة الاعتبار لمنطق الحوار والتلاقي مهما بلغت الصعوبات».
وأكد رئيس «التنظيم الشعبي الناصري» النائب أسامة سعد أن سقوط الشهيد مغنية في ساحة المواجهة والشرف والمقاومة «لن يزيدنا إلا تصميماً على متابعة الكفاح والتمسك بنهج المقاومة، وصولًا إلى هزيمة مشاريع التآمر على حرية أمتنا وعزتها وكرامتها». ورأى النائب مصطفى علي حسين أن هذه الجريمة «لن توقف مسيرة صمود المقاومة وتصديها لهذا العدو الصهيوني».
ونعى الشهيد كل من المجلس الإسلامي العلوي وجبهة العمل الإسلامي ورئيس «هيئة علماء جبل عامل» العلامة الشيخ عفيف النابلسي الذي دعا «قيادة المقاومة الإسلامية للرد على هذه العملية الغادرة بضربة موجعة وأليمة للكيان الصهيوني».
وأكدت لجنة المتابعة للأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية في المعارضة «أن هذا الاغتيال الإرهابي ستكون له تبعات كبيرة على مسار حركة الصراع مع العدو الصهيوني. وسترتدّ حكماً على العدو المجرم، خصوصاً أن الشهيد الكبير يتمتع بسيرة جهادية حفلت مدى عقدين ونصف بالتضحيات الكبيرة دفاعاً عن لبنان والأمة» مشيرة إلى «أنه لم يعد هناك أدنى شك في أن التحركات والزيارات الأمنية التي يقوم بها عدد من المسؤولين الأمنيين الرفيعي المستوى للمنطقة، وآخرها زيارة وكيل وزارة الدفاع الأميركية للبنان، إنما تندرج في سياق تنفيذ جرائم الاغتيال وإحداث الفتن من أجل النيل من استقرار المنطقة».
واستنكرت الأمانة العامة لقوى 14آذار «جريمة اغتيال القائد البارز في «حزب الله» عماد مغنية»، ورأت أن «لبنان يتعرض لموجة عارمة من الإرهاب المتعدد المصادر تستهدف الجميع دون تمييز، وهو أمر يدعونا إلى أخذ العبر والإسراع في استعادة مناعتنا الوطنية ووحدة الشعب والمؤسسات».
ونددت حركة «أمل» بالجريمة ودعت «اللبنانيين إلى تمتين وحدتهم في مواجهة عدو لبنان الأساسي الذي يتمثل بإسرائيل المتهمة بهذه العملية الغادرة، والنهوض بمسؤولياتهم الوطنية خصوصاً في هذه اللحظة السياسية التي يقع فيها بلدنا على منظار التصويب لأعداء وطننا وشعبنا».
ودعا الأمين العام للحزب الشيوعي الدكتور خالد حدادة إلى أن تكون «هذه الجريمة دافعاً لنا جميعاً للتوحد من أجل إنقاذ الوطن عبر حل متكامل ينقذ لبنان ويدخله في مرحلة وحدة وطنية تتجاوز الطائفية وآفاقها وتحتضن المقاومة في مواجهة المخطط الأميركي ـــــ الإسرائيلي» فيما رأى حزب «الاتحاد» في اغتيال مغنية «عملية يائسة تهدف إلى زعزعة القدرة الجهادية
للمقاومة».
وأبرق إلى نصرالله معزياً ممثل منظمة التحريري الفلسطينية عباس زكي.كما دان الجريمة النائبان السابقان عدنان عرقجي وبهاء الدين عيتاني، حزب الطاشناق، الحزب السوري القومي الاجتماعي، الحزب الديموقراطي اللبناني، تيار التوحيد اللبناني، رئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري، حركة الشعب، تجمع اللجان والروابط الشعبية، أمين سر «شبيبة جورج حاوي» رافي مادايان، تجمع العلماء المسلمين، حركة التوحيد الإسلامي، «المركز الوطني للعمل الإجتماعي» في الشمال، حزب التحرير الإسلامي، نقابتا المهندسين في بيروت والشمال، «الحركة العالمية لمناهضة العولمة والهيمنة الأميركية والصهيونية» حركة «الجهاد الإسلامي» في فلسطين، تحالف القوى الفلسطينية، حركة فتح، أمين سر الفصائل الفلسطينية في لبنان اللواء سلطان أبو العينين، هيئة العمل التوحيدي وشخصيات وجمعيات أهلية.
وندّدت سوريا وإيران بالجريمة التي وصفها المتحدث باسم الخارجية الإيرانية محمد علي الحسيني بـ«الإرهابية» ورأى أن «هذه الفعلة مثال واضح للإرهاب المنظم للنظام الصهيوني».
واستنكرت الجريمة المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا و«جبهة العمل الإسلامي» في الأردن و«جمعية الوفاق الوطني الإسلامية» في البحرين واتهمت إسرائيل بارتكابها.
وانفردت الولايات المتحدة بالإشادة بقتل مغنية، وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون مكورماك إن «العالم صار مكاناً أفضل من دون وجود هذا الرجل. لقد كان قاتلًا شرساً وارتكب أعمال قتل جماعية، وهو إرهابي مسؤول عن قتل عدد لا حصر له من الأبرياء» مردفاً أنه كان «سيخضع للعدالة بطريقة أو بأخرى».
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية باسكال ادرياني "ان مغنية كان خصوصا موضع مذكرة توقيف من الشرطة الدولية (الانتربول). ولمن المؤسف انه لم يمثل امام القضاء".

__._,_.___
To subscribe to the group
LEBANONVIEW-subscribe@yahoogroups.com

To unsubscribe from this group
LEBANONVIEW-unsubscribe@yahoogroups.com

~To visit the group site~
http://groups.yahoo.com/group/LEBANONVIEW/


Recent Activity
Visit Your Group
Yahoo! News

Fashion News

What's the word on

fashion and style?

Search Ads

Get new customers.

List your web site

in Yahoo! Search.

Do-It-Yourselfers

Find Y! Groups

on Lawn & garden,

homes and autos.

.

__,_._,___

Tidak ada komentar:

Arsip Blog